متى تبدأ أعراض الوحام وماذا تعني؟ دليل شامل لكل حامل
مقدمة: ما هو الوحام ولماذا يحدث؟
الوحام هو أحد الأعراض المميزة التي تعاني منها معظم النساء الحوامل، ويُعدّ من العلامات المبكرة التي تُنذر بحدوث الحمل. تتنوع أعراض الوحام بين الرغبة الشديدة في تناول أنواع معينة من الطعام، والنفور من أخرى، والغثيان الصباحي، والتقلبات المزاجية، وغيرها من التغيرات الجسدية والنفسية التي تحدث نتيجة التغيرات الهرمونية خلال فترة الحمل.
الكثير من النساء، وخاصة في الحمل الأول، يطرحن سؤالًا شائعًا: "متى تبدأ أعراض الوحام؟" وهل هذه الأعراض دليل على الحمل السليم؟ في هذا المقال سنتناول هذا الموضوع من جميع الجوانب، وسنوضح متى تبدأ أعراض الوحام، ما معناها، أسبابها، أنواعها، ومدى تأثيرها على صحة الحامل والجنين.
متى تبدأ أعراض الوحام؟
عادةً ما تبدأ أعراض الوحام في بداية الثلث الأول من الحمل، أي بين الأسبوع الرابع والأسبوع السابع بعد آخر دورة شهرية. ويُعتقد أن هذه الأعراض تبدأ في الظهور مع ارتفاع مستويات الهرمونات وخاصة هرمون الحمل HCG وهرمون الإستروجين.
عوامل تؤثر على توقيت ظهور الوحام:
التغيرات الهرمونية: تبدأ بعد انغراس البويضة المخصبة في الرحم.
حساسية الجهاز الهضمي: قد تجعل المرأة أكثر عرضة للشعور بالغثيان.
العوامل النفسية: مثل القلق والتوتر يمكن أن تعزز الإحساس بالوحام.
وجود حمل سابق: قد يجعل المرأة تلاحظ الأعراض مبكرًا نتيجة خبرتها السابقة.
ما معنى أعراض الوحام؟ ولماذا تحدث؟
الوحام لا يُعدّ حالة طبية مرضية، بل هو رد فعل طبيعي من الجسم تجاه التغيرات الداخلية التي تحدث بسبب الحمل. إليك أبرز التفسيرات الطبية والعلمية وراء هذه الظاهرة:
ارتفاع هرمون الحمل (HCG): يرتفع بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الأولى من الحمل، مما يؤدي إلى الغثيان والقيء.
حساسية حاسة الشم: تزداد عند المرأة الحامل، مما يجعل بعض الروائح غير محتملة.
احتياج الجسم لعناصر غذائية معينة: قد يُترجم على شكل رغبة في أطعمة تحتوي على الحديد أو الكالسيوم أو غيرها.
العوامل النفسية: كالرغبة في الاهتمام أو الشعور بالتغيير قد تعزز بعض الأعراض.
ما هي أنواع أعراض الوحام؟
1. الرغبة الشديدة في تناول أطعمة معينة (Cravings)
من أشهر مظاهر الوحام هي الرغبة في تناول أطعمة معينة بشدة، مثل:
الحلوى والشوكولاتة.
الموالح مثل المخللات والليمون.
البروتينات كاللحوم.
الفواكه، خصوصًا الحمضية.
2. النفور من بعض الأطعمة أو الروائح
بالمقابل، قد تُصاب المرأة بنفور شديد من روائح كانت محببة لديها سابقًا، مثل:
رائحة القهوة.
العطور.
رائحة الطهي، خصوصًا اللحوم والدجاج.
3. الغثيان الصباحي والقيء
يُعتبر الغثيان الصباحي من أكثر أعراض الوحام إزعاجًا، وقد يصاحبه:
دوار مستمر.
فقدان الشهية.
فقدان الوزن في بداية الحمل.
4. التقلبات المزاجية
من الأعراض النفسية التي تظهر مع الوحام:
سرعة البكاء.
الشعور بالاكتئاب أو الحزن بدون سبب واضح.
تقلبات في الحالة النفسية ما بين سعادة وحزن.
5. تغير في الشهية والنوم
قد تلاحظ المرأة أيضًا:
ازدياد في ساعات النوم.
رغبة شديدة في الراحة.
شعور بالتعب والإرهاق المستمر.
متى تبلغ أعراض الوحام ذروتها؟
تصل أعراض الوحام عادةً إلى ذروتها بين الأسبوع الثامن والأسبوع الثاني عشر، وهي الفترة التي يكون فيها هرمون الحمل في أعلى مستوياته. ومع دخول الحمل في الثلث الثاني (الأسبوع 13 فما فوق) تبدأ الأعراض غالبًا في التراجع تدريجيًا.
ومع ذلك، هناك بعض النساء اللاتي قد يستمر لديهن الوحام طوال فترة الحمل، أو قد يظهر الوحام متأخرًا، وهو أمر يختلف من سيدة لأخرى.
هل الوحام يدل على نوع الجنين؟
يشيع في الثقافات الشعبية أن نوع الوحام قد يكشف عن جنس الجنين، ومن ذلك:
اشتهاء الحلويات: يُعتقد أنه علامة على حمل بأنثى.
الرغبة في الأطعمة المالحة: يُربط غالبًا بالحمل بذكر.
لكن هذه الأقاويل لا تستند إلى أدلة علمية قوية، ولا يمكن الاعتماد عليها لتحديد جنس الجنين بدقة.
هل غياب الوحام علامة خطيرة؟
ليس بالضرورة. بعض النساء لا يشعرن بأي أعراض وحام، ومع ذلك يمر حملهن طبيعيًا وصحيًا. ولكن إذا اختفت الأعراض فجأة بعد ظهورها، خاصة في الثلث الأول، فمن الأفضل استشارة الطبيب لاستبعاد حدوث أي مضاعفات.
كيف يمكن تخفيف أعراض الوحام المزعجة؟
إليك بعض النصائح الطبيعية الفعالة:
تناولي وجبات صغيرة ومتكررة لتجنب الغثيان.
اشربي الماء بانتظام، وخاصة في الصباح.
تجنبي الروائح القوية التي تحفز الغثيان.
استخدمي الزنجبيل الطبيعي كمشروب مهدئ للمعدة.
استريحي بقدر الإمكان وابتعدي عن التوتر.
استشيري طبيبك في حال استمرت الأعراض بشدة أو أثرت على تغذيتك.
الوحام في الحمل الأول مقابل الحمل الثاني
قد تختلف تجربة الوحام من حمل إلى آخر حتى عند نفس المرأة. فقد تشعرين بأعراض قوية في الحمل الأول، وتكون خفيفة جدًا أو غائبة في الحمل الثاني، والعكس صحيح.
ما الفرق بين الوحام وأعراض مشاكل المعدة؟
قد يُخطئ البعض في التفريق بين غثيان الحمل والغثيان الناتج عن التسمم أو اضطرابات المعدة، لكن الفرق الأساسي هو:
غثيان الحمل: يحدث غالبًا في الصباح، ويكون مصحوبًا بتعب ونفور من الطعام.
غثيان المعدة: قد يكون مصحوبًا بإسهال أو ارتفاع حرارة، ويحدث بعد تناول طعام ملوث أو فيروسات.
متى يجب زيارة الطبيب بسبب الوحام؟
إذا لاحظتِ أيًّا من الأعراض التالية، عليكِ مراجعة الطبيب فورًا:
القيء المستمر الذي يؤدي إلى فقدان الوزن.
عدم القدرة على الاحتفاظ بأي طعام أو شراب.
أعراض جفاف مثل قلة التبول أو دوخة شديدة.
الشعور بآلام شديدة أو نزيف.
خاتمة: الوحام تجربة طبيعية تحتاج إلى تفهّم ودعم
في النهاية، يمكن القول إن الوحام جزء طبيعي من رحلة الحمل، يختلف من امرأة إلى أخرى، وقد يحمل معاني مختلفة. فهم أعراض الوحام وتوقيتها وأسبابها يساعدكِ في التعامل معها بشكل أفضل، ويساهم في مرور الحمل بسلام.
إذا شعرتِ بالانزعاج من الأعراض، فلا تترددي في طلب الدعم من الطبيب أو شريك حياتك أو العائلة. فالراحة النفسية تلعب دورًا كبيرًا في تخفيف هذه الأعراض وتعزيز الصحة العامة لكِ ولجنينك.