أضرار حشيشة الملاك للحمل: حقيقة الأعشاب وتأثيرها على النساء الحوامل
في عالم الأعشاب الطبية، تبرز حشيشة الملاك كواحدة من الأعشاب التي تُستخدم منذ قرون في الطب التقليدي لعلاج العديد من الحالات الصحية، خصوصًا لدى النساء. ولكن، بينما يُشاد بفوائدها في بعض السياقات، تُثار مخاوف وتساؤلات حول أضرار حشيشة الملاك للحمل وتأثيرها على صحة الجنين والأم الحامل. في هذا المقال، نُلقي الضوء على هذه العشبة من جميع الزوايا، ونُبيّن الحقيقة العلمية حولها.
ما هي حشيشة الملاك؟
حشيشة الملاك (Angelica archangelica) هي نبتة معمرة تنتمي إلى عائلة الخيميات، وتُستخدم في الطب الشعبي لعلاج اضطرابات الجهاز الهضمي، والتوتر، والتقلصات العضلية. تحتوي هذه العشبة على زيوت طيارة ومركبات نشطة مثل الكومارين والفلافونويدات، وهي التي تمنحها تأثيراتها البيولوجية.
الاستخدامات التقليدية لحشيشة الملاك
قبل أن نتحدث عن أضرار حشيشة الملاك للحمل، يجدر بنا أولًا معرفة كيف تُستخدم تقليديًا:
تنشيط الدورة الدموية
تخفيف تقلصات الدورة الشهرية
تحفيز الرحم وزيادة الانقباضات
علاج مشاكل الهضم والانتفاخ
مضادة للبكتيريا والفيروسات
لكن بينما تُعد هذه الاستخدامات مفيدة للبعض، قد تكون ضارة بشكل كبير للمرأة الحامل، خصوصًا في المراحل الأولى من الحمل.
هل حشيشة الملاك آمنة خلال الحمل؟
الإجابة باختصار: لا، حشيشة الملاك غير آمنة أثناء الحمل.
لماذا تُعتبر غير آمنة؟
تأثير محفّز للرحم: تحتوي حشيشة الملاك على مركبات تعمل على تحفيز عضلات الرحم، مما قد يؤدي إلى حدوث تقلصات رحمية مبكرة.
زيادة النزيف: يُعتقد أن بعض مركباتها قد تُضعف تجلط الدم، ما يُعرّض المرأة الحامل لخطر النزيف، خاصة في حال كانت تتناول أدوية مضادة للتخثر.
تأثيرات هرمونية: هناك أدلة تشير إلى أن حشيشة الملاك قد تؤثر على توازن الهرمونات الأنثوية، وهو أمر قد يُسبب اضطرابًا في مسار الحمل الطبيعي.
غياب دراسات كافية: لم تُجرَ دراسات علمية واسعة تُثبت سلامة استخدام هذه العشبة خلال الحمل، ما يجعل تجنبها هو الخيار الأكثر أمانًا.
أضرار حشيشة الملاك للحمل: بالتفصيل
1. خطر الإجهاض المبكر
نظرًا لتأثيرها المباشر على تنشيط الرحم، فإن تناول حشيشة الملاك في الأسابيع الأولى من الحمل قد يُحفّز الانقباضات الرحمية، مما يؤدي إلى فقدان الجنين.
2. الولادة المبكرة
في حال تناولها في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، قد تُسرّع حشيشة الملاك حدوث الولادة المبكرة، مما قد يُعرض الطفل لمشاكل صحية خطيرة.
3. النزيف الداخلي
لأنها قد تُضعف قدرة الدم على التجلط، يمكن أن تؤدي إلى نزيف مهبلي حاد أثناء الحمل أو أثناء الولادة.
4. تأثير سام على الجنين
على الرغم من غياب دراسات كافية، إلا أن هناك احتمالًا بأن بعض مكونات حشيشة الملاك تمر عبر المشيمة وتُسبب تشوهات أو سمّية للجنين.
5. التفاعل مع أدوية الحمل
قد تتفاعل حشيشة الملاك مع الأدوية التي تتناولها الحامل مثل الحديد، أدوية الضغط، أو مضادات التخثر، مما يزيد من خطر الآثار الجانبية.
ما هي الفترة الأخطر لاستخدام حشيشة الملاك أثناء الحمل؟
كل مراحل الحمل تُعتبر حساسة، ولكن الأخطر هو:
الثلث الأول من الحمل: حيث تكون نسبة الإجهاض أعلى.
ما قبل الولادة: حيث قد تزيد من النزيف أو تُحفز الولادة المبكرة.
هل هناك بدائل طبيعية أكثر أمانًا للحامل؟
نعم، إذا كانت المرأة الحامل تبحث عن أعشاب آمنة لتخفيف الغثيان أو تحسين الهضم، فهناك بدائل موثوقة مثل:
الزنجبيل: ممتاز لتقليل الغثيان الصباحي.
النعناع: يساعد على تهدئة المعدة.
البابونج: يُستخدم بكميات صغيرة كمهدئ خفيف.
لكن يجب استشارة الطبيب دائمًا قبل تناول أي عشبة خلال الحمل.
متى يجب على الحامل التوقف عن استخدام الأعشاب؟
ينبغي التوقف عن استخدام أي نوع من الأعشاب فور اكتشاف الحمل، خصوصًا تلك التي تؤثر على:
الهرمونات
الرحم
ضغط الدم
تجلط الدم
ويُنصح بالعودة لاستخدامها فقط بعد الولادة، وبعد استشارة الطبيب.
آراء الأطباء وخبراء التغذية حول حشيشة الملاك والحمل
يُجمع الأطباء وأخصائيو الأعشاب على أن تأثيرات حشيشة الملاك خلال الحمل غير موثوقة طبياً، ويُفضل تجنبها تمامًا. ويشيرون إلى أن الحوامل يجب أن يعتمدن على نظام غذائي متوازن وأدوية موصوفة طبياً بدلاً من الأعشاب التي لم تُثبت سلامتها بشكل علمي.
هل توجد أضرار لحشيشة الملاك خارج فترة الحمل؟
نعم، فحتى خارج الحمل، قد تتسبب حشيشة الملاك في:
الحساسية الضوئية: زيادة حساسية الجلد للشمس.
مشاكل في الكبد: في حال تناولها بجرعات عالية لفترات طويلة.
التفاعلات الدوائية: خصوصًا مع الأدوية المميعة للدم.
لكن تظل هذه الأعراض أقل خطورة مقارنة بما قد تُسببه للحامل.
خلاصة: هل يجب تجنب حشيشة الملاك أثناء الحمل؟
بشكل قاطع، نعم. جميع المؤشرات والدراسات والمصادر الطبية توصي بأن تتجنب المرأة الحامل تناول حشيشة الملاك طوال فترة الحمل بسبب:
احتمال النزيف
الآثار الهرمونية
عدم وجود دراسات أمان كافية
الاهتمام بالحمل لا يقتصر على تجنب الأدوية الضارة فحسب، بل يشمل أيضًا تجنّب الأعشاب التي قد تُسبب ضررًا مباشرًا للجنين أو للأم.