ارتفاع الضغط أثناء الحمل: المخاطر والحلول
ارتفاع الضغط أثناء الحمل من المشكلات الصحية الشائعة التي تواجه العديد من النساء الحوامل، ويُعرف طبيًا باسم فرط ضغط الدم الحملي. رغم أن بعض الحالات تكون بسيطة ويمكن التحكم بها، إلا أن بعضها الآخر قد يُشكل خطرًا على حياة الأم والجنين في حال عدم المتابعة الطبية الدقيقة.
في هذا المقال سنتناول كل ما تحتاجين معرفته حول أسباب ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، مخاطره، وكيفية الوقاية والعلاج بأساليب طبية وطبيعية آمنة.
ما هو ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل؟
الضغط الطبيعي للحامل: يتراوح بين 90/60 و120/80 مم زئبق.
يُعتبر الضغط مرتفعًا إذا تجاوز 140/90 مم زئبق في قراءتين متتاليتين.
أنواع ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل
1. ارتفاع ضغط الدم الحملي (Gestational Hypertension)
يحدث بعد الأسبوع 20 من الحمل دون ظهور بروتين في البول، ويزول غالبًا بعد الولادة.
2. ارتفاع ضغط الدم المزمن
يكون موجودًا قبل الحمل أو يُكتشف قبل الأسبوع 20 من الحمل، وقد يستمر بعد الولادة.
3. تسمم الحمل (Preeclampsia)
أخطر أشكال الضغط المرتفع في الحمل، ويتميز بوجود بروتين في البول مع أعراض أخرى مثل الصداع الشديد وتورم الأطراف.
أسباب ارتفاع الضغط أثناء الحمل
رغم أن السبب الدقيق غير معروف في كثير من الحالات، هناك عوامل تزيد من خطر الإصابة:
تاريخ سابق مع ارتفاع الضغط في الحمل.
الحمل بتوأم أو أكثر.
الحمل الأول.
السمنة أو الوزن الزائد.
الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري أو الكلى.
العوامل الوراثية.
أعراض ارتفاع ضغط الدم للحامل
من المهم أن تتعرفي على أعراض ارتفاع ضغط الدم للحامل لتتخذي الإجراء المناسب سريعًا:
صداع شديد ومستمر.
تشوش في الرؤية أو رؤية بقع ضوئية.
ألم في الجزء العلوي من البطن.
تورم الوجه أو اليدين أو القدمين.
ضيق في التنفس.
زيادة سريعة في الوزن.
قلة كمية البول أو تغير لونه.
مضاعفات ارتفاع الضغط أثناء الحمل
إذا لم تتم السيطرة على ضغط الدم المرتفع خلال الحمل، فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة:
1. مشاكل للأم
تسمم الحمل.
نوبات صرع (Eclampsia).
فشل كلوي أو كبدي.
انفصال المشيمة المبكر.
الولادة المبكرة.
2. مشاكل للجنين
بطء نمو الجنين داخل الرحم.
انخفاض وزن الولادة.
انخفاض الأوكسجين.
خطر الوفاة داخل الرحم في الحالات الحادة.
كيفية تشخيص ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل
يقوم الطبيب بقياس الضغط بشكل دوري خلال زيارات الحمل الروتينية. وفي حال الاشتباه بارتفاعه، يتم إجراء فحوصات إضافية مثل:
تحليل البول لوجود البروتين.
فحص وظائف الكلى والكبد.
تقييم نمو الجنين بالموجات فوق الصوتية.
تخطيط نبض الجنين.
طرق علاج ارتفاع الضغط أثناء الحمل
يعتمد علاج ضغط الدم للحامل على درجة ارتفاعه والحالة الصحية العامة:
1. تغييرات نمط الحياة
اتباع جدول غذائي للحامل منخفض الصوديوم.
زيادة شرب الماء (على الأقل 8 أكواب يوميًا).
الراحة وتجنب التوتر.
تقليل الكافيين.
ممارسة رياضة خفيفة بعد استشارة الطبيب.
2. الأدوية
قد يصف الطبيب أدوية آمنة للحامل مثل:
لابيتالول (Labetalol).
ميثيل دوبا (Methyldopa).
نيفيديبين (Nifedipine).
3. المتابعة الدقيقة
زيارات منتظمة لقياس الضغط.
مراقبة نمو الجنين.
قياس بروتين البول.
4. الولادة المبكرة
في الحالات الشديدة، قد يُقرر الطبيب تحفيز الولادة مبكرًا لحماية حياة الأم والجنين.
هل يمكن الوقاية من ارتفاع الضغط أثناء الحمل؟
لا يمكن دائمًا منع الضغط المرتفع، لكن يمكن تقليل خطر الإصابة به باتباع النصائح التالية:
الحفاظ على وزن صحي قبل وأثناء الحمل.
اتباع نظام غذائي متوازن وغني بالخضروات.
الحد من تناول الأطعمة المملحة والمعلبة.
ممارسة نشاط بدني معتدل.
الفحص المبكر للحمل ومتابعة الطبيب بانتظام.
التغذية المناسبة للوقاية من ضغط الحمل
الأطعمة المفيدة:
الفواكه والخضروات الطازجة.
الحبوب الكاملة.
منتجات الألبان قليلة الدسم.
البقوليات والمكسرات.
الأطعمة التي يجب تجنبها:
الأطعمة المقلية والدهنية.
الأطعمة المعلبة والغنية بالصوديوم.
المشروبات الغازية والكافيين الزائد.
الحلويات الصناعية بكثرة.
خلاصة
ارتفاع الضغط أثناء الحمل ليس عرضًا بسيطًا، بل قد يكون مؤشرًا لمشاكل صحية خطيرة إن لم يُتابع بدقة. المتابعة الطبية المنتظمة، التغذية الصحية، وتغيير نمط الحياة هي الأساس في التعامل مع هذا النوع من المضاعفات. احرصي على مراقبة ضغطك وتواصلي مع طبيبك فور ملاحظة أي أعراض غير طبيعية.