هل الرضاعة الطبيعية تمنع الحمل؟ كل ما تحتاجين معرفته
تتساءل الكثير من الأمهات الجدد: هل الرضاعة الطبيعية تمنع الحمل؟. بين الموروثات الشعبية والحقائق العلمية، تنتشر معلومات كثيرة قد تكون متضاربة أو غير دقيقة. في هذا المقال الشامل، نجيب عن هذا السؤال بالتفصيل العلمي والطبي، ونوضح مدى فعالية الرضاعة كوسيلة طبيعية لمنع الحمل، إلى جانب الشروط، المدة، والبدائل الآمنة.
ما العلاقة بين الرضاعة الطبيعية والخصوبة؟
الرضاعة الطبيعية تؤثر على هرمون البرولاكتين (هرمون إنتاج الحليب)، والذي بدوره يثبط هرمونات التبويض. هذا التأثير يؤدي إلى تأخر عودة الدورة الشهرية لدى الأمهات المرضعات، مما يقلل احتمالية حدوث الحمل.
ما هي طريقة منع الحمل بالرضاعة (LAM)؟
LAM (Lactational Amenorrhea Method) أو طريقة انقطاع الطمث الإرضاعي هي وسيلة طبيعية معتمدة على الرضاعة لمنع الحمل، وهي فعالة بنسبة 98% إذا توفرت شروط معينة.
شروط نجاح طريقة الرضاعة كمانع للحمل
لكي تكون فعالة، يجب توفر الشروط التالية:
أن يكون عمر الطفل أقل من 6 أشهر.
أن تكون الأم ترضع طبيعيًا فقط، دون إدخال حليب صناعي أو أطعمة.
أن تكون الرضعات متقاربة، كل 2–4 ساعات نهارًا وليلاً.
أن تكون الدورة الشهرية لم تعد بعد الولادة.
في حال غياب أحد هذه الشروط، تقل فعالية الطريقة بشكل كبير.
ما مدى فعاليتها؟
تشير الأبحاث إلى أن طريقة LAM تكون فعالة بنسبة 98%–99% في الأشهر الستة الأولى إذا توفرت الشروط السابقة. أما بعد إدخال الطعام أو عودة الدورة، فينخفض معدل الأمان.
مدة فعالية منع الحمل بالرضاعة
فعالة فقط خلال الستة أشهر الأولى بعد الولادة.
بعد 6 أشهر، أو بعد إدخال الأطعمة، يجب استخدام وسيلة أخرى لمنع الحمل.
متى تعود الخصوبة بعد الولادة؟
تختلف من امرأة لأخرى.
عند بعض النساء، تعود الإباضة قبل حتى عودة الدورة.
من الممكن حدوث حمل قبل أول دورة شهرية بعد الولادة، مما يجعل الاعتماد فقط على تأخر الدورة غير مضمون.
علامات عودة الإباضة أثناء الرضاعة
تغير في الإفرازات المهبلية (تشبه زلال البيض).
ألم بسيط في أحد جانبي البطن (ألم التبويض).
تغير المزاج أو زيادة الرغبة الجنسية.
ظهور بقع دم خفيفة.
إذا لاحظتِ هذه الأعراض، فقد تكون الخصوبة بدأت تعود.
هل يمكن الحمل رغم الرضاعة؟
نعم، يمكن. رغم أن الرضاعة تقلل الخصوبة، إلا أنها لا تمنع الحمل تمامًا. وقد تحمل المرأة حتى دون عودة الدورة الشهرية.
حالات شائعة للحمل أثناء الرضاعة:
تأخر إدخال وسيلة منع حمل بعد الـ6 أشهر.
الطفل ينام لساعات طويلة، فيقل تحفيز الحليب.
إدخال مكملات أو طعام للرضيع يقلل عدد الرضعات.
وسائل منع الحمل أثناء الرضاعة
وسائل آمنة:
حبوب منع الحمل للرضاعة (مينوبروز أو سيرازيت): خالية من الإستروجين.
اللولب الهرموني أو النحاسي.
الواقي الذكري.
الحقن أو الغرسة الهرمونية.
يجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي وسيلة، خصوصًا في فترة الرضاعة.
فوائد منع الحمل الطبيعي عبر الرضاعة
لا يحتوي على هرمونات.
لا يحتاج إلى تكلفة.
يعزز من الرضاعة الطبيعية المنتظمة.
يتيح للأم فترة راحة بين الحملين.
مخاطر الاعتماد الكلي على الرضاعة
احتمال حدوث حمل غير مخطط له في حال عدم توفر الشروط.
تأثير نفسي على الأم في حال الحمل المفاجئ أثناء الرضاعة.
صعوبة في الفطام أو مواصلة الرضاعة في حال الحمل الجديد.
رأي الأطباء ومنظمة الصحة العالمية
تدعم منظمة الصحة العالمية طريقة LAM كوسيلة فعالة لتنظيم الأسرة في الأشهر الستة الأولى، بشرط توفر الشروط المذكورة.
لكنها لا تُعتبر كافية وحدها بعد تلك الفترة، وتوصي باستخدام وسيلة إضافية لمنع الحمل.
أسئلة شائعة
هل من الضروري استخدام وسيلة منع حمل أثناء الرضاعة؟
نعم، خاصة بعد 6 أشهر من الولادة أو بعد إدخال الطعام.
هل يمكن استخدام حبوب منع الحمل العادية؟
يفضل استخدام الحبوب الخاصة بالرضاعة الخالية من الإستروجين.
هل الحمل أثناء الرضاعة يؤثر على الحليب؟
في بعض الحالات، قد يتغير طعم الحليب أو تقل كميته.
خاتمة
الرضاعة الطبيعية لها دور كبير في تقليل الخصوبة، لكنها ليست وسيلة مضمونة لمنع الحمل دون شروط واضحة. طريقة LAM فعالة ومجانية، لكنها محددة بمدة زمنية. بعد ذلك، ينصح باستخدام وسائل منع حمل آمنة وملائمة لفترة الرضاعة. احرصي على استشارة طبيبك لاختيار الخيار الأفضل لكِ ولطفلكِ.